اعداد العينات المعشبية

تمر العينات المعشبية بمراحل إجبارية قبل ان تنتظم في خزائنها التصنيفية، وهذه المراحل في غايتها تهدف إلى الحفاظ على شكل العينة النباتية، لأطول مدة ممكنة وذلك بانتزاع العصير الخلوي من العينة أي تجفيفها والحفاظ عليها من العوامل البيئية والاصابات الحشرية، لذا فإن مراحل إعداد العينات المعشبية تأتي حسب الترتيب التالي

وهي المرحلة التي يقوم فيها الجامع بالخروج الى البيئة الطبيعية في جو صحو (غير ممطر أو عاصف)، حاملاً أدواته من دفتر لتسجيل المعلومات وعدسات مكبرة وحقائب لجمع العينات وجاروف ومقص نباتات وما إلى ذلك من مستلزمات حقل بالإضافة إلى كاميرا حتى يقوم بتصوير بعض العينات النباتية في بيئتها الطبيعية. وقبل ان تمتد يده ليلتقط العينات، عليه ان يراعي ان النوع الذي سيقوم بجمعه متوافر في المنطقة وفي أعمار مختلفة حتى تكون العينة التي سيختارها ممثلة قدر الامكان للنبات في مراحل نموه المختلفة وهو بادرة وهو بالغ، بمعنى اشتمالها على كافة اجزاءه من مجموع جذري ومجموع خضري بما في ذلك اشتمالها على ازهار او ثمار ويحبذ ان تكون ناضجة (بها بذور) وان تكون خالية من الأمراض أو الاصابات الحشرية (تستخدم أكياس بلاستيك أو حقائب من الصاج محكمة الغلق لحفظ العينات من العوامل الجوية لحين الوصول بها الى المعشبة مع كتابة تاريخ ومكان الجمع بالقلم الرصاص على ورقة ترفق بهذه العينات).

قبل تفريغ العينات من أكياس الجمع أو العلب وقبل إدخالها إلى طاولة العمل في المعشبة توضع في فريزر تثليج لمدة 24 ساعة لقتل الآفات النباتية، يتم بعدها فرز العينات لاستبعاد المصاب منها، والتأكد من خلوها تماما من أي عوالق غريبة حشرية او فطرية أو أتربة، حتى لا يؤدي ذلك إلى انتقال الاصابة لباقي العينات المعشبية، ويتم غسلها بالماء الجاري (أو نفضها من الأتربة، دون الغسيل) وفردها لتجف في الهواء، ثم تجمع مرة ثانية، لتصنف في مجموعات.

وعلى طاولة العمل يتم تجهيز المكابس الخشبية (لوحان من الخشب مقياس عالمي 30 x 45 سم -بهما ثقوب للتهوية) واوراق جرائد – مطوية – واوراق كرتون لتشرب الماء، حيث يوضع أحد اللوحين على الطاولة ثم يوضع طبقة من الكرتون والجرائد، وترص العينات في طبقات تفصل بينها الجرائد او اوراق التجفيف، على ان تفرد اوراق كل عينة فردا كاملا، وترص طبقة اخري، وهكذا حتى يتكون مجلد كبير من الطبقات، ثم تغطى باللوح الخشبي الثاني ويربط اللوحان بالحبال للضغط على العينات حتى تفقد محتواها المائي ومن ثم تتشرب أوراق الجرائد. وتترك لمدة يومين في مكان جيد التهوية، ثم يعاد تغيير الجرائد بجرائد أخرى جديدة، وهكذا لمدة ثلاث او أربع مرات حسب طبيعة العينات النباتية والتقدير الشخصي لمدى جفاف العينات، فكلما كانت العينات النباتية عصيريه كلما احتاجت إلى تبديل أوراق التجفيف على فترات متقاربة عدة مرات.. (يلجأ بعض الهواة الى ضغط العينات النباتية بين اوراق بعض الكتب القديمة، ووضع ثقالات كقوالب الطوب عليها وهي طريقة مقبولة ولا تحتاج الى ادوات)

وهذه المرحلة يمكن ان يتجاوزها الهواة لخطورة المادة المستخدمة في التسميم او استبدالها بالاكتفاء برش العينات النباتية التي تم تجفيفها جيداً بمبيد حشري قوي التأثير مع الحذر المعتاد بعدم استنشاق الرذاذ وذلك للاحتفاظ بالعينات لمدة طويلة. أما المشتغلون في المعشبات العلمية القومية فعليهم تسميم العينات بمحلول كحولي بنسب (1جرام كلوريد زئبقيك: 1 لتر كحول ايثلي) حيث تغمر العينات للحظات ثم تنتشل بملقط وتترك لتجف، حيث تكون جاهزة التثبيت.

تثبت العينات بعد ذلك على لوحات العرض (ورق بريستل ابيض مقاس 28* 42سم ) على ان تكون اجزاء العينة مستوية وواضحة ، وذلك بلصق الاجزاء بلاصق سلوتيب او بالغراء، وتوضع البذور في كيس بلاستيك صغير يثبت في الجانب الايمن العلوي للوحة العرض.

تلصق على لوحة العرض في الجانب الأيمن السفلي بطاقة البيانات المتضمنة:

  • اسم العينة العلمي.
  • والاسم المحلي الدارج.
  • والفصيلة.
  • والرتبة.
  • والقسم التي يتبعها النوع.
  • ومكان وتاريخ الجمع.
  • واسم الجامع.
  • واسم القائم بالتعريف.
  • ورقم مسلسل العينة في المجموعة المعشبية.

            ويقوم متخصص (عالم تصنيف نبات) بتعريف اسم العينة. وبالتالي تكون العينة المعشبية جاهزة للحفظ في خزائن المعشبة أو في ملفات المجموعات المعشبية الخاصة بالهواة.

 وبعد هذه الرحلة السريعة في عالم المعشبات، لا يفوتنا هنا ان نشير الى بعض معوقات تطور دورها العلمي في المعاهد والاقسام والمتاحف العلمية العربية، والتي يجيء في مقدمتها غياب الدعم المادي الكافي. فلا تزال بعض المعشبات في حالة سبات عميق، منذ أن أنشئت، إي أنها لا تلقى الاهتمام المستمر لكي تنمو وتتطور لتؤدي دورها المنشود.

تمرير للأعلى